الإخوان المسلمون- خطر دائم وجهود وقائية ضرورية.
المؤلف: نجيب يماني09.16.2025

كظمت غيظي، وتمالكت أعصابي، وأنا أقاوم إلحاح الرغبة في إطلاق تعليق فوري ومباشر حيال الأحداث المتسارعة التي شهدتها الساحة الأردنية مؤخرًا، تلك الأحداث التي تمثلت في مؤامرة "إخوانية" تجاوزت حدود الدعاية الهدامة المضللة، لتنحدر إلى جريمة التورط في أعمال مسلحة خطيرة، تستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار عبر عمليات إرهابية خسيسة، ولم يكن صمودي وثباتي في تأخير الرد آنذاك إلا لسببين جوهريين:
أولهما: يقيني الراسخ بأن هذا الاعتداء الغادر ليس الأول من نوعه، وهذا معلوم لدى الجميع، ولن يكون الأخير أيضًا، وهذا أمر حتمي، بالنسبة لمن يعي ويدرك تمامًا طبيعة هذه الجماعة الإرهابية المارقة.
والسبب الآخر: تمنيت أن تكون عودتي لتناول هذا الحدث بمثابة ناقوس خطر، أعلّقه على مشارف الزمن، يقرع ويدوي باستمرار، للتذكير بالخطر الداهم الذي تمثله هذه "الجماعة" الضالة، والتأكيد على ضرورة الخروج من دائرة "الغفلة" والتعامل مع أفعالها المشينة على أنها مجرد حدث عابر، أو فعل لا يستند إلى مرتكزات أيديولوجية متينة تغذيه، مما يستلزم الغوص عميقًا في الاستقصاء والتحليل المستفيض، وإدراك حقيقة أن ما حدث في الأردن ليس سوى حلقة في سلسلة الإرهاب الإخواني الممتدة، والتي لا تنفصل عن مثيلاتها من الجماعات المتشابهة، وإن اختلفت في الأسماء والشعارات الظاهرية، إلا أنها تتفق في جوهر الفكر، وعفن الأيديولوجيا التي تستند إليها، وهذا التمويه والتلاعب هو جزء من أساليب "الجماعة" الخبيثة، وطرق تحركاتها داخل المجتمعات التي تنخر في بنيانها، وتستهدف أمنها واستقرارها.
ومع تأكيدي القاطع على صواب الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأردنية من "حظر لأنشطة ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين، واعتبارها جمعية غير قانونية، والإسراع في عمل اللجنة المكلفة بمصادرة ممتلكات الجماعة وفقًا للأحكام القضائية ذات الصلة، واعتبار الانتماء لما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة أمرًا ممنوعًا، ومنع الترويج لأفكار الجماعة تحت طائلة المساءلة القانونية، واعتبار أي نشاط للجماعة، مهما كان شكله، عملًا مخالفًا لأحكام القانون ويستوجب العقاب القانوني"
إلا أنني أؤكد أن الأمر يستدعي تضافر الجهود وتكاتفها لتشكيل خطاب وقائي حصين، يهدف في جوهره إلى فضح فكر هذه "الجماعة" المنحرف، وتبيان ما يكتنفه من ألغام، وما يتسم به من خداع وتضليل، وما يتبعه من أساليب ذات تأثير مدمر على البسطاء من المتأثرين بقضايا الدين دون وعي أو فهم مستنير، مما يقودهم إلى هاوية التطرف، ونار الإرهاب المستعرة.
إنه من السهل والميسور على أي باحث ومدقق في جذور الحركات المتطرفة والإرهابية، وجماعات الإسلام السياسي التي تتستر بالدين زورًا وبهتانًا، أن يقوده البحث إلى المنطلقات المنحرفة التي وضعها حسن البنا، وأرسى قواعدها من بعده سيد قطب في كتابه المثير للجدل "في ظلال القرآن"، ففي طيات هذا الكتاب تكمن الكارثة الكبرى، وتستيقظ الفتنة بكل صورها المروعة، بما يحتويه من أفكار مسمومة ومغلوطة حول قضايا جوهرية مثل: الحاكمية، والخلافة، وجاهلية المجتمع، والولاء والبراء، والجهاد، وحتمية صراع الحضارات، ومفهوم التمكين، ومفهوم الوطن، ومفهوم ديار الكفر والإيمان، وغيرها من القضايا التي بالغ فيها سيد قطب، وحمّلها إسقاطات من خياله الجامح، وأضفى عليها طابعًا دينيًا بتحريف النصوص الشرعية، وتجريدها من سياقها الصحيح، وتفسيرها على نحو لم يرد في أصل النص، ولا في فهم الصحابة والعلماء الراسخين، لننتهي في نهاية المطاف إلى أطروحة فكرية مضطربة وملغومة تحت ستار هذا الاسم الجذاب "في ظلال القرآن" التي انخدع بها الكثيرون، ووجدت طريقها إلى المكتبات وعقول الشباب والمغامرين والمندفعين بقضايا الدين والمتحمسين بحماس أعمى ونوايا حسنة تتوق إلى "تطبيق شرع الله"، بقوة العنف، وتسلط السلاح، وتجهيل المجتمع، وتضليل الناس، وتكفير المخالفين، وإشاعة الفوضى، وخلق سلطة موازية تعارض الحاكم، وتتهمه بالضلال والكفر والزندقة، وتسقط عليه الأحكام من الآيات والأحاديث دون بصيرة نافذة، ودراية حكيمة، وفهم للمقاصد، وإدراك للمعاني وأسباب النزول، وكل ما تتطلبه بصيرة العلماء الربانيين ذوي العقول الراجحة..
إن الحاجة ماسة وملحة لتفنيد هذا الفكر المتطرف، بما يشتمل عليه من عدوانية واضحة، وتضليل متعدد الأوجه، وذلك من خلال المواجهة الأمنية الحاسمة لمن أدرك خطره، واتضحت له عيوبه، ومن خلال تشكيل تيار فكري بخطاب ديني واعٍ ومستنير، يستفيد من الأدوات والتقنيات الأكثر تأثيرًا، والأكثر توافقًا مع طبيعة العصر، ومتغيرات الحياة، ولا سيما في أوساط الشباب، الأكثر عرضة للتأثر العاطفي، والانجراف وراء كل ناعق، وتجاوز فكرة المعالجات المتقطعة والمنفصلة عن بعضها البعض، والتحرك نحو تأسيس منظومة عمل مشتركة ذات أهداف محددة وواضحة، وهو جهد عظيم لا شك في أنه سيواجه تحديات جمة في ظل وجود أنظمة حاكمة في المحيط الإقليمي لا تزال تتبنى الفكر الإخواني، وتوفر له الدعم الكامل لنشر سمومه، وتستغل ما لديها من تنظيمات إرهابية لتحقيق مصالحها السياسية الضيقة، وهو ما يستدعي معالجات أخرى متنوعة تختلف باختلاف الظروف والمستجدات.
إن النهج الذي تتبعه المملكة العربية السعودية في استئصال هذه الجماعة الخبيثة، والقضاء على جذورها، ومنعها من الانتشار في مجتمعنا، سيظل نموذجًا رائدًا، وتجربة ملهمة في طريق العودة إلى "الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع الثقافات والشعوب"، كما أعلنها سمو ولي العهد، عراب "الرؤية"، بصوت عالٍ مدوّ، قائلًا بوضوح وبشارة: "70 في المئة من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، وبكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار هدامة، سندمرها اليوم وفورًا".. فمن أراد الخلاص من هذه الجماعة المنحرفة فليتمعن في تجربة المملكة مع "الصحوة"، ففيها العلاج الناجع، والحل الأمثل.
أولهما: يقيني الراسخ بأن هذا الاعتداء الغادر ليس الأول من نوعه، وهذا معلوم لدى الجميع، ولن يكون الأخير أيضًا، وهذا أمر حتمي، بالنسبة لمن يعي ويدرك تمامًا طبيعة هذه الجماعة الإرهابية المارقة.
والسبب الآخر: تمنيت أن تكون عودتي لتناول هذا الحدث بمثابة ناقوس خطر، أعلّقه على مشارف الزمن، يقرع ويدوي باستمرار، للتذكير بالخطر الداهم الذي تمثله هذه "الجماعة" الضالة، والتأكيد على ضرورة الخروج من دائرة "الغفلة" والتعامل مع أفعالها المشينة على أنها مجرد حدث عابر، أو فعل لا يستند إلى مرتكزات أيديولوجية متينة تغذيه، مما يستلزم الغوص عميقًا في الاستقصاء والتحليل المستفيض، وإدراك حقيقة أن ما حدث في الأردن ليس سوى حلقة في سلسلة الإرهاب الإخواني الممتدة، والتي لا تنفصل عن مثيلاتها من الجماعات المتشابهة، وإن اختلفت في الأسماء والشعارات الظاهرية، إلا أنها تتفق في جوهر الفكر، وعفن الأيديولوجيا التي تستند إليها، وهذا التمويه والتلاعب هو جزء من أساليب "الجماعة" الخبيثة، وطرق تحركاتها داخل المجتمعات التي تنخر في بنيانها، وتستهدف أمنها واستقرارها.
ومع تأكيدي القاطع على صواب الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأردنية من "حظر لأنشطة ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين، واعتبارها جمعية غير قانونية، والإسراع في عمل اللجنة المكلفة بمصادرة ممتلكات الجماعة وفقًا للأحكام القضائية ذات الصلة، واعتبار الانتماء لما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة أمرًا ممنوعًا، ومنع الترويج لأفكار الجماعة تحت طائلة المساءلة القانونية، واعتبار أي نشاط للجماعة، مهما كان شكله، عملًا مخالفًا لأحكام القانون ويستوجب العقاب القانوني"
إلا أنني أؤكد أن الأمر يستدعي تضافر الجهود وتكاتفها لتشكيل خطاب وقائي حصين، يهدف في جوهره إلى فضح فكر هذه "الجماعة" المنحرف، وتبيان ما يكتنفه من ألغام، وما يتسم به من خداع وتضليل، وما يتبعه من أساليب ذات تأثير مدمر على البسطاء من المتأثرين بقضايا الدين دون وعي أو فهم مستنير، مما يقودهم إلى هاوية التطرف، ونار الإرهاب المستعرة.
إنه من السهل والميسور على أي باحث ومدقق في جذور الحركات المتطرفة والإرهابية، وجماعات الإسلام السياسي التي تتستر بالدين زورًا وبهتانًا، أن يقوده البحث إلى المنطلقات المنحرفة التي وضعها حسن البنا، وأرسى قواعدها من بعده سيد قطب في كتابه المثير للجدل "في ظلال القرآن"، ففي طيات هذا الكتاب تكمن الكارثة الكبرى، وتستيقظ الفتنة بكل صورها المروعة، بما يحتويه من أفكار مسمومة ومغلوطة حول قضايا جوهرية مثل: الحاكمية، والخلافة، وجاهلية المجتمع، والولاء والبراء، والجهاد، وحتمية صراع الحضارات، ومفهوم التمكين، ومفهوم الوطن، ومفهوم ديار الكفر والإيمان، وغيرها من القضايا التي بالغ فيها سيد قطب، وحمّلها إسقاطات من خياله الجامح، وأضفى عليها طابعًا دينيًا بتحريف النصوص الشرعية، وتجريدها من سياقها الصحيح، وتفسيرها على نحو لم يرد في أصل النص، ولا في فهم الصحابة والعلماء الراسخين، لننتهي في نهاية المطاف إلى أطروحة فكرية مضطربة وملغومة تحت ستار هذا الاسم الجذاب "في ظلال القرآن" التي انخدع بها الكثيرون، ووجدت طريقها إلى المكتبات وعقول الشباب والمغامرين والمندفعين بقضايا الدين والمتحمسين بحماس أعمى ونوايا حسنة تتوق إلى "تطبيق شرع الله"، بقوة العنف، وتسلط السلاح، وتجهيل المجتمع، وتضليل الناس، وتكفير المخالفين، وإشاعة الفوضى، وخلق سلطة موازية تعارض الحاكم، وتتهمه بالضلال والكفر والزندقة، وتسقط عليه الأحكام من الآيات والأحاديث دون بصيرة نافذة، ودراية حكيمة، وفهم للمقاصد، وإدراك للمعاني وأسباب النزول، وكل ما تتطلبه بصيرة العلماء الربانيين ذوي العقول الراجحة..
إن الحاجة ماسة وملحة لتفنيد هذا الفكر المتطرف، بما يشتمل عليه من عدوانية واضحة، وتضليل متعدد الأوجه، وذلك من خلال المواجهة الأمنية الحاسمة لمن أدرك خطره، واتضحت له عيوبه، ومن خلال تشكيل تيار فكري بخطاب ديني واعٍ ومستنير، يستفيد من الأدوات والتقنيات الأكثر تأثيرًا، والأكثر توافقًا مع طبيعة العصر، ومتغيرات الحياة، ولا سيما في أوساط الشباب، الأكثر عرضة للتأثر العاطفي، والانجراف وراء كل ناعق، وتجاوز فكرة المعالجات المتقطعة والمنفصلة عن بعضها البعض، والتحرك نحو تأسيس منظومة عمل مشتركة ذات أهداف محددة وواضحة، وهو جهد عظيم لا شك في أنه سيواجه تحديات جمة في ظل وجود أنظمة حاكمة في المحيط الإقليمي لا تزال تتبنى الفكر الإخواني، وتوفر له الدعم الكامل لنشر سمومه، وتستغل ما لديها من تنظيمات إرهابية لتحقيق مصالحها السياسية الضيقة، وهو ما يستدعي معالجات أخرى متنوعة تختلف باختلاف الظروف والمستجدات.
إن النهج الذي تتبعه المملكة العربية السعودية في استئصال هذه الجماعة الخبيثة، والقضاء على جذورها، ومنعها من الانتشار في مجتمعنا، سيظل نموذجًا رائدًا، وتجربة ملهمة في طريق العودة إلى "الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع الثقافات والشعوب"، كما أعلنها سمو ولي العهد، عراب "الرؤية"، بصوت عالٍ مدوّ، قائلًا بوضوح وبشارة: "70 في المئة من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، وبكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار هدامة، سندمرها اليوم وفورًا".. فمن أراد الخلاص من هذه الجماعة المنحرفة فليتمعن في تجربة المملكة مع "الصحوة"، ففيها العلاج الناجع، والحل الأمثل.